رد الدكتور عدلي سعداوي العميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الاستراتيجية لدول حوض النيل، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، على تصريحات وزير الخارجية الأثيوبي دمقي مكونن، أمس الجمعة، التي أتهم فيها مصر والسودان بأنهما يحاولان ممارسة ضغوط على إثيوبيا من خلال تدويل وتسييس القضايا الفنية الخاصة بأزمة سد النهضة التي لن تؤدي إلا لزعزعة الثقة بين الدول الثلاث على حسب زعمه.
وقال «سعداوي»: «أنه لا سبيل أمام إثيوبيا إلا القبول بإتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح دولتي المصب، على أن يكون التوصل لهذا الاتفاق قبل موسم الفيضان المقبل، أو تأجيل مرحلة الملء الثاني والدخول في مفاوضات جادة بوسطاء دوليين وبوجود الاتحاد الافريقي، لكن استمرار إثيوبيا في أسلوب المراوغة والكذب واستغلال أزمة السد سياسياً وليس فنياً سيؤدي إلى مواجهات وصراع في منطقة القرن الافريقي ليس في صالح الجميع».
وقال: «إن تصميم إثيوبيا على عدم مشاركة خبراء ومراقبين دوليين، هو محاولة لكسب الوقت للوصول لمرحلة الملء الثاني وفرض الأمر الواقع لأنه إذا وصلت إثيوبيا لهذه المرحلة فلن يكون للمفاوضات أي قيمة وبخاصة أننا لم نصل معهم قبل مرحلة الملء إلى نتيجة ملموسة، فكيف سيكون الحال في حال وصلت لمرحلة الملء الثاني، التي قد تزيد عن 20 مليار متر مكعب وهو ما يمثل قنبلة مائية قد تغرق السودان في حال التعامل مع هذا الامر عسكريا من جانب دولتي المصب، مشيراً إلى أنه على الساسة الاثيوبيين أن يعلموا أن رسالة مصر واضحة وأنها لن تفرط في نقطة مياه واحدة من حصتها، وأن كلام وتصريحات رئيس الدولة المصرية في هذه القضية كان واضحاً ليس أمام إثيوبيا ودول المنطقة فقط بل كان أمام العالم أجمع، بأن هناك مياه مصر خط أحمر ولا يجوز التعدي على نقطة واحدة منها. وأضاف «سعداوي»، «إن تصريحات رأس الدولة واضحة وهي القول الفصل، وأن أي تصريحات جاءت أو ستأتي من مسؤول في مصر تخالف ما صرح به الرئيس هي تصريحات ليس لها أي قيمة، ويجب على المسؤولين الاثيوبيين عدم الأخذ بها أو البناء عليها، لآن مصر لم تطلب أكثر من حقها، رغم أن الواقع مع زيادة عدد السكان والتوسع العمراني في مصر يقول أنه كان يجب علينا أن نطلب زيادة في حصة مصر من 55،5 مليار متر مكتب إلى ضعف هذا الرقم، لكن هذا لم يحدث رغم أننا نستهلك من المياه نحو 115 مليار متر مكعب، 24 مليار متر من استخدامات مياة الصرف والمياه الجوفية و35 مليار يتم الحصول عليها في صورة مواد أغذية يتم استيرادها من الخارج».
وأكد «سعداوي»: على رئيس الوزراء الأثيوبي الحاصل على جائزة نوبل في السلام، ألا يكون داعية حرب وأن لا يكون سببا في انزلاق منطقة القرن الافريقي إلى أتون حرب لا يعلم نتائجها إلا الله، ويكفيه ما تسبب فيه من إراقة للدماء وتشريد مئات الالأف من أبناء التيجراي وغيرهم من إثنيات الشعب الاثيوبي، والقبول بالوسطاء والمراقبين الدوليين الذين سيقفون على الحياد يقدمون النصيحة والمشورة والدعم الفني والمالي للمفاوضات، وهذا ليس أمراً مستحدثاً لكن هذه هي الأسس والأصول الدولية التي يتم التعامل بها في الخلافات الدولية، وليعلم أننا أعترفنا بالسد من أجل حدوث تنمية في الجانب الأثيوبي، لكن السير بالأسلوب الإسرائيلي في المفاوضات من خلال المراوغة والمماطلة والكذب سيؤدي إلى نتائج غير طيبة ليس على المدى البعيد بل على المدي القريب جدا.